في بداية عام ٢٠٢٤ تظهر الإشارات المبكرة للذهب (XAU/USD) استقرارًا نسبيًا رغم التوقعات المتزايدة بأن الاحتياطي الفيدرالي (Fed) قد ينخفض بمعدلات الفائدة اعتبارًا من شهر مارس و تتجه هذه التوقعات نتيجة للتقدم الملحوظ في الحد من التضخم الذي تراجع نحو معدل ٢٪، وكذلك بسبب التوترات المرتبطة بسوق العمل والتي تنعكس في السياسات النقدية المحافظة و في هذا السياق يواجه الذهب تحديات تتمثل في التداولات الهامشية نتيجة لتعزيز قوة الدولار الأمريكي حيث سجل مؤشر الدولار أعلى مستوى أسبوعي مقاربًا لـ١٠٢.٠٠ وفي سياق آخر شهدت عوائد السندات الحكومية الأمريكية لفترة ١٠ سنوات ارتفاعًا إلى حوالي ٣.٩٦%.

هذا الأسبوع يتعين على المستثمرين التحضير لموجة من التقلبات في الأسواق بسبب الإعلان عن العديد من المؤشرات الاقتصادية المهمة و من المقرر نشر مؤشر مديري المشتريات الصناعي ISM بالإضافة إلى بيانات فرص العمل JOLTS ومحضر اجتماع السياسة النقدية للجنة السوق المفتوحة الفيدرالية (FOMC) لشهر ديسمبر وأيضًا مؤشر مديري المشتريات للقطاع الخدمي و تقرير الوظائف غير الزراعية (NFP) و يتوقع الكثيرون أن يحافظ المشاركون في السوق على موقف هابط لعوائد الدولار الأمريكي وسندات الخزانة خاصة مع التوقعات المتزايدة لتخفيض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.

ملخص اليوم لمؤشرات السوق: تراجع سعر الذهب قليلاً بفعل ارتفاع الدولار الأمريكي.

*تواجه أسعار الذهب عمليات بيع عند مستوى ٢,٠٧٥ دولارًا بالقرب من زيادة في القوة الشرائية للدولار الأمريكي.
*ما زالت التوقعات المتفائلة تشير إلى فرصة أكبر لتخفيضات مبكرة في أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي خلال العام الحالي ٢٠٢٤.
*وفقًا لأحدث تقديرات أداة CME FedWatch يشير الاحتمال إلى أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض الفائدة بنسبة ٧٢% بمقدار ٢٥ نقطة أساس ليصل إلى نطاق ٥.٠٠-٥.٢٥%. كما يظهر أن هناك نسبة مشابهة من الاحتمالات تبلغ ٧٢% أيضًا لاستمرار هذا التخفيض في اجتماع مايو.
*ازدادت جاذبية سعر الذهب بعد تغيير جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي لموقفه خلال اجتماع السياسة النقدية في ديسمبر حيث تحول من الدعم للارتفاع المحتمل لأسعار الفائدة إلى التلميح بأن خفض أسعار الفائدة قد يكون موضوعًا للنقاش في الفترة المقبلة
*ومع ذلك أشار جيروم باول إلى أن تحقيق الاستقرار في الأسعار يظل الأولوية الرئيسية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.
*يجب أن يكون المستثمرون على استعداد لتقلبات الأسعار في الأيام القادمة نظرًا لإصدارات متوقعة تتعلق ببيانات سوق العمل والتصنيع بالإضافة إلى مؤشر مديري المشتريات للخدمات. كما سيتابع المستثمرون بتركيز محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة المقرر صدوره يوم الأربعاء.
*وفقًا للتوقعات من المتوقع أن يصدر معهد إدارة التوريدات (ISM) بيانًا حول مؤشر مديري المشتريات التصنيعي لشهر أكتوبر بنسبة ٤٧.١ متجاوزًا بذلك القيمة السابقة التي كانت ٤٦.٧.
*عندما يكون الرقم أقل من ٥٠.٠ يشير ذلك إلى تقلص في النشاط الاقتصادي وهذا الرقم سيمثل التقلص الرابع عشر على التوالي في إحصائيات المصانع الأمريكية.
*من المتوقع أن يصدر مكتب إحصاءات العمل الأمريكي تقرير فرص العمل JOLTS للشهر الماضي حيث من المقرر أن يتم الإعلان عن هذه الأرقام يوم الأربعاء وقد ارتفعت الوظائف التي تم الإعلان عنها من قبل أصحاب العمل في الولايات المتحدة إلى ٨.٨٥٠ مليون متجاوزةً بذلك الرقم السابق الذي كان ٨.٧٣٣ مليون.
*ستكون محاور الاهتمام الرئيسية للمستثمرين هي نتائج اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة. من المتوقع أن يقدم هذا الاجتماع تفسيرات دقيقة حول قرار الحفاظ على معدلات الفائدة ثابتة بين ٥.٢٥% و٥.٥٠% وهو القرار الذي تم اتخاذه للمرة الثالثة على التوالي وبغض النظر عن هذا القرار يتطلع المستثمرون إلى فهم التوجيهات المتوقعة لأسعار الفائدة خلال عام ٢٠٢٤ بالإضافة إلى تحليلات مفصلة حول توقعات التضخم والتطورات في سوق العمل
*في نفس السياق أظهر مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) تقدمًا وصل إلى حوالي ١٠٢.٠٠ يوم الثلاثاء خلال عام ٢٠٢٣ توقف مسار الارتفاع المستمر لمؤشر الدولار الذي بدأ منذ عام ٢٠٢٠ بسبب توقعات قوية لخفض الفائدة.
*خلال هذا الأسبوع من المتوقع أن تكون حركة مؤشر الدولار الأمريكي مرتبطة بالبيانات المتعلقة بسوق العمل التي ستصدر يوم الجمعة ومن المهم أن يتوجه المتداولون النظر نحو البيانات الخاصة بالرواتب التي تصدر بواسطة المعالجة التلقائية للبيانات الأمريكية (ADP) والمقرر نشرها يوم الخميس.
*حسب التوقعات العامة يُتوقع أن يزيد عدد العاملين الجُدد في الشركات الخاصة بالولايات المتحدة الأمريكية إلى ١١٣ ألف شخص خلال شهر ديسمبر بينما تم توظيف ١٠٣ ألف شخص فقط في شهر نوفمبر.

التحليل الفني: تراجع سعر الذهب لحوالي ٢,٠٧٠ دولارًا.

تم ارتفاع سعر الذهب فوق مستوياته السابقة المسجلة في يوم الجمعة وهذا الارتفاع يأتي بفعل التوقعات المتزايدة لتخفيضات في أسعار الفائدة التي قد يقوم بها بنك الاحتياطي الفيدرالي في وقت مبكر و في الوقت نفسه شهد الدولار الأمريكي تحسنًا ملحوظًا مما أدى إلى تراجع الذهب قليلًا عن ذروته و من المتوقع أن يستمر الارتفاع في سعر الذهب ليصل إلى مستويات جديدة قريبًا من ٢٠٩٠ دولارًا وهذا يتماشى مع التحليلات التي تظهر أن المتوسطات المتحركة للذهب سواء على المدى القصير أو الطويل تشير إلى احتمالية مزيد من الصعود
و في الأثناء أظهرت مؤشرات التذبذب المتعلقة بالزخم تحولًا نحو الاتجاه الصاعد، مما يشير إلى احتمالية استمرار التطور الإيجابي في المستقبل.